فصل: قال الشوكاني في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ووجه الملازمة أن محمدًا صلى الله عليه وسلم أحد العرب وهو ينطق بلسانهم.
فالمساواة بينه وبينهم في المقدرة على نظم الكلام ثابتة، فلو كان القرآن قد قاله محمد صلى الله عليه وسلم لكان بعض خاصة العرب البلغاء قادرًا على تأليف مثله، فلما تحدّاهم الله بأن يأتوا بمثل القرآن وفيهم بلغاؤهم وشعراؤهم وكلمتهم وكلهم واحد في الكفر كان عجزهم عن الإِتيان بمثل القرآن دالًا على عجز البشر عن الإِتيان بالقرآن ولذلك قال تعالى في سورة هود (13، 14): {أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون اللَّه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم اللَّه} كما قال تعالى: {فإنهم لا يكذبوك ولكن الظالمين بآيات اللَّه يجحدون} [الأنعام: 33].
والإِتيان بالشيء: إحضاره من مكان آخر.
واختير هذا الفعل دون نحو: فليقولوا مثلَه ونحوه، لقصد الإِعذار لهم بأن يُقتنع منهم بجلب كلام مثله ولو من أحد غيرهم، وقد تقدم عند قوله تعالى في سورة البقرة (23) {فأتوا بسورة من مثله} أنه يحتمل معنيين، هما: فأتوا بسورة من مثل القرآن، أو فأتوا بسورة من مثل الرسول، أي من أحد من الناس.
والحديث: الإِخبار بالحوادث، وأصل الحوادث أنها الواقعات الحديثة، ثم توسع فأطلقت على الواقعات، ولو كانت قديمة كقولهم: حوادث سنة كذا، وتَبع ذلك إطلاق الحديث على الخبر مطلقًا، وتوسع فيه فأطلق على الكلام ولو لم يكن إخبارًا، ومنه إطلاق الحديث على كلام النبي.
فيجوز أن يكون الحديث هنا قد أطلق على الكلام مجازًا بعلاقة الإِطلاق، أي فليأتوا بكلام مثله، أي في غرض من الأغراض التي يشتمل عليها القرآن لا خصوص الأخبار.
ويجوز أن يكون الحديث هنا أطلق على الأخبار، أي فليأتوا بأخبار مثل قصص القرآن فيكون استنزالًا لهم فإن التكلم بالأخبار أسهل على المتكلم من ابتكار الأغراض التي يتكلم فيها، فإنهم كانوا يقولون إن القرآن أساطير الأولين، أي أخبار عن الأمم الماضين فقيل لهم: فليأتوا بأخبار مثل أخباره لأن الإِتيان بمثل ما في القرآن من المعارف والشرائع والدلائل لا قِبَل لعقولهم به، وقصاراهم أن يفهموا ذلك إذا سمعوه.
ومعنى المثلية في قوله: {مثله} المثلية في فصاحته وبلاغته، وهي خصوصيات يدركونها إذا سمعوها ولا تحيط قرأئحهم بإيداعها في كلامهم.
وقد بينا أصول الإِعجاز في المقدمة العاشرة من مقدمات هذا التفسير.
ولام الأمر في {فليأتوا} مستعملة في أمر التعجيز كقوله حكاية عن قول إبراهيم {إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأْتتِ بها من المغرب} [البقرة: 258].
وقوله: {إن كانوا صادقين} أي في زعمهم أنه تقوله، أي فإن لم يأتوا بكلام مثله فهم كاذبون.
وهذا إلهاب لعزيمتهم ليأتوا بكلام مثل القرآن ليكون عدم إتيانهم بمثله حجة على كذبهم وقد أشعر نظم الكلام في قوله: {فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين} الواقععِ موقعًا شبيهًا بالتذييل والمختوممِ بكلمة الفاصلة، أنه نهاية غرض وأن ما بعده شروع في غرض آخر كما تقدم في نظم قوله: {قل تربصوا فإني معكم من المتربصين} [الطور: 31]. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}.
لما فرغ سبحانه من ذكر أهل الجنة على العموم ذكر حال طائفة منهم على الخصوص، فقال: {والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم بإيمان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ} والموصول مبتدأ، وخبره {أَلْحَقْنَا بِهِمْ} ويجوز أن يكون منصوبًا بفعل مقدّر، أي: وأكرمنا الذين آمنوا، ويكون ألحقنا مفسرًا لهذا الفعل المقدّر.
قرأ الجمهور: {واتبعتهم} بإسناد الفعل إلى الذرّية.
وقرأ أبو عمرو (أتبعناهم) بإسناد الفعل إلى المتكلم، كقوله: {ألحقنا}.
وقرأ الجمهور: {ذرّيتهم} بالإفراد.
وقرأ ابن عامر، وأبو عمرو، ويعقوب بالجمع، إلاّ أن أبا عمرو قرأ بالنصب على المفعولية لكونه قرأ {وأتبعناهم}، ورويت قراءة الجمع هذه عن نافع، والمشهور عنه كقراءة الجمهور.
وقرأ الجمهور: {ألحقنا بهم ذرّيتهم} بالإفراد.
وقرأ نافع، وابن عامر، وأبو عمرو، ويعقوب على الجمع، وجملة: {واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم} معطوف على {آمنوا} أو معترضة، و{بإيمان} متعلق بالاتباع، ومعنى هذه الآية: أن الله سبحانه يرفع ذرّية المؤمن إليه، وإن كانوا دونه في العمل؛ لتقر عينه، وتطيب نفسه بشرط أن يكونوا مؤمنين، فيختصّ ذلك بمن يتصف بالإيمان من الذرّية وهم البالغون دون الصغار، فإنهم وإن كانوا لاحقين بآبائهم، فبدليل آخر غير هذه الآية.
وقيل: إن الذرّية تطلق على الكبار والصغار، كما هو المعنى اللغوي، فيلحق بالآباء المؤمنين صغار ذرّيتهم وكبارهم، ويكون قوله: {بإيمان} في محل نصب على الحال، أي: بإيمان من الآباء.
وقيل: إن الضمير في {بِهِمُ} راجع إلى الذرّية المذكورة أوّلًا، أي: ألحقنا بالذرّية المتبعة لآبائهم بإيمان ذرّيتهم.
وقيل: المراد بالذين آمنوا: المهاجرون والأنصار فقط، وظاهر الآية العموم، ولا يوجب تخصيصها بالمهاجرين والأنصار كونهم السبب في نزولها إن صحّ ذلك، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب {وَمَا ألتناهم مّنْ عَمَلِهِم مّن شَىْء} قرأ الجمهور بفتح اللام من: (ألتنا) وقرأ ابن كثير بكسرها، أي: وما نقصنا الآباء بإلحاق ذرّيتهم بهم من ثواب أعمالهم شيئًا، فضمير المفعول عائد إلى الذين آمنوا.
وقيل: المعنى: وما نقصنا الذرية من أعمالهم شيئًا لقصر أعمارهم، والأول أولى، وقد قدمنا تحقيق معنى لاته، وألاته في سورة الحجرات.
وقرأ ابن هرمز {آلتناهم} بالمدّ، وهو لغة.
قال في الصحاح: يقال: ما آلته من عمله شيئًا، أي: ما نقصه {كُلُّ امرىء بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ} رهين بمعنى مرهون، والظاهر أنه عامّ، وأن كل إنسان مرتهن بعمله، فإن قام به على الوجه الذي أمره الله به فكه، وإلاّ أهلكه.
وقيل: هو بمعنى راهن، والمعنى: كلّ امرىء بما كسب دائم ثابت.
وقيل: هذا خاصّ بالكفار لقوله: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاَّ أصحاب اليمين} [المدثر: 38، 39].
ثم ذكر سبحانه ما أمدّهم به من الخير، فقال: {وأمددناهم بفاكهة وَلَحْمٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ} أي: زدناهم على ما كان لهم من النعيم بفاكهة متنوّعة، ولحم من أنواع اللحمان مما تشتهيه أنفسهم، ويستطيبونه {يتنازعون فِيهَا كَأْسًا} أي: يتعاطون ويتناولون كأسًا، والكأس: إناء الخمر، ويطلق على كل إناء مملوء من خمر، أو غيره، فإذا فرغ لم يسم كأسًا {لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ} قال الزجاج: لا يجري بينهم ما يلغي، ولا ما فيه إثم، كما يجري بين من يشرب الخمر في الدنيا، والتأثيم تفعيل من الإثم، والضمير في: {فِيهَا} راجع إلى الكأس، وقيل: لا لغو فيها، أي: في الجنة، ولا يجري فيها ما فيه إثم، والأوّل أولى.
قال ابن قتيبة: لا تذهب بعقولهم فيلغوا، كما يكون من خمر الدنيا، ولا يكون منهم ما يؤثمهم.
وقال الضحاك: لا تأثيم أي: لا كذب.
قرأ الجمهور: {لا لغو فيها ولا تأثيم} بالرفع، والتنوين فيهما.
وقرأ ابن كثير، وابن محيصن بفتحهما من غير تنوين.
قال قتادة: اللغو: الباطل.
وقال مقاتل بن حيان: لا فضول فيها.
وقال سعيد بن المسيب: لا رفث فيها.
وقال ابن زيد: لا سباب ولا تخاصم فيها.
والجملة في محل نصب على الحال صفة ل {كأسًا} {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ} أي: يطوف عليهم بالكأس، والفواكه، والطعام، وغير ذلك مماليك لهم، وقيل: أولادهم {كَأَنَّهُمْ} في الحسن والبهاء {لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ} أي: مستور مصون في الصدف لم تمسه الأيدي.
قال الكسائي: كننت الشيء: سترته وصنته من الشمس، وأكننته: جعلته في الكنّ، ومنه كننت الجارية، وأكننتها فهي مكنونة.
{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} أي: يسأل بعضهم بعضًا في الجنة عن حاله، وما كان فيه من تعب الدنيا وخوف العاقبة، فيحمدون الله الذي أذهب عنهم الحزن والخوف والهمّ، وما كانوا فيه من الكد، والنكد بطلب المعاش، وتحصيل ما لابد منه من الرّزق.
وقيل: يقول بعضهم لبعض: بم صرتم في هذه المنزلة الرفيعة؟ وقيل: إن التساؤل بينهم عند البعث من القبور.
والأوّل أولى، لدلالة السياق على أنهم قد صاروا في الجنة، وجملة {قالواْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ في أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} مستأنفة جواب سؤال مقدّر، كأنه قيل: ماذا قال بعضهم لبعض عند التساؤل؟ فقيل: قالوا: إنا كنا قبل، أي: قبل الآخرة، وذلك في الدنيا في أهلنا خائفين وجلين من عذاب الله، أو كنا خائفين من عصيان الله.
{فَمَنَّ الله عَلَيْنَا} بالمغفرة والرحمة، أو بالتوفيق لطاعته {ووقانا عَذَابَ السموم} يعني: عذاب جهنم، والسموم من أسماء جهنم، كذا قال الحسن، ومقاتل.
وقال الكلبي، وأبو عبيدة: هو عذاب النار.
وقال الزجاج: سموم جهنم: ما يوجد من حرّها.
قال أبو عبيدة: السموم بالنهار، وقد يكون بالليل، والحرور بالليل، وقد يكون بالنهار، وقد يستعمل السموم في لفح البرد، وفي لفح الشمس، والحرّ أكثر، ومنه قول الشاعر:
اليوم يوم بارد سمومه ** من جزع اليوم فلا ألومه

وقيل: سميت الريح سمومًا؛ لأنها تدخل المسام: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ} أي: نوحد الله ونعبده، أو نسأله أن يمنّ علينا بالمغفرة والرّحمة {إِنَّهُ هُوَ البر الرحيم} قرأ الجمهور بكسر الهمزة على الاستئناف، وقرأ نافع، والكسائي بفتحها، أي: لأنه.
والبرّ: كثير الإحسان، وقيل: اللطيف، والرحيم: كثير الرحمة لعباده {فَذَكّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبّكَ بكاهن وَلاَ مَجْنُونٍ} أي: اثبت على ما أنت عليه من الوعظ والتذكير، والباء متعلقة بمحذوف هو حال، أي: ما أنت متلبسًا بنعمة ربك التي أنعم بها عليك من رجاحة العقل والنبوّة بكاهن، ولا مجنون، وقيل: متعلقة بمحذوف يدل عليه الكلام، أي: ما أنت في حال إذكارك بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون، وقيل: الباء سببية متعلقة بمضمون الجملة المنفية، والمعنى: انتفى عنك الكهانة والجنون بسبب نعمة الله عليك، كما تقول: ما أنا بمعسر بحمد الله.
وقيل: الباء للقسم متوسطة بين اسم ما وخبرها، والتقدير: ما أنت- ونعمة الله- بكاهن ولا مجنون، والكاهن: هو الذي يوهم أنه يعلم الغيب من دون وحي، أي: ليس ما تقوله كهانة، فإنك إنما تنطق بالوحي الذي أمرك الله بإبلاغه.
والمقصود من الآية ردّ ما كان يقوله المشركون: إنه كاهن، أو مجنون.
{أَمْ يَقولونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون} {أم} هي المنقطعة، وقد تقدّم الخلاف هل هيّ مقدّرة ببل والهمزة، أو ببل وحدها؟ قال الخليل: هي هنا للاستفهام.
قال سيبويه: خوطب العباد بما جرى في كلامهم.
قال النحاس: يريد سيبويه أن {أم} في كلام العرب للخروج من حديث إلى حديث، ونتربص في محل رفع صفة لشاعر، وريب المنون: صروف الدهر، والمعنى: ننتظر به حوادث الأيام فيموت كما مات غيره، أو يهلك كما هلك من قبله، والمنون يكون بمعنى الدهر، ويكون بمعنى المنيّة.
قال الأخفش: المعنى نتربص إلى ريب المنون، فحذف حرف الجرّ، كما تقول: قصدت زيدًا، وقصدت إلى زيد، ومن هذا قول الشاعر:
تربص بها ريب المنون لعلها ** تطلق يومًا أو يموت خليلها

وقول أبي ذؤيب الهذلي:
أمن المنون وريبها تتوجع ** والدهر ليس بمعتب من يجزع

قال الأصمعي: المنون واحد لا جمع له.
قال الفرّاء: يكون واحدًا وجمعًا.
قال الأخفش: هو جمع لا واحد له.
ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عنهم، فقال: {قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنّى مَعَكُمْ مّنَ المتربصين} أي: انتظروا موتي، أو هلاكي، فإني معكم من المتربصين لموتكم، أو هلاككم.
قرأ الجمهور {نتربص} بإسناد الفعل إلى جماعة المتكلمين.
وقرأ زيد بن عليّ على البناء للمفعول.
{أَمْ تَأْمُرُهُمْ أحلامهم بهذا} أي: بل أتأمرهم عقولهم بهذا الكلام المتناقض، فإن الكاهن: هو المفرط في الفطنة والذكاء، والمجنون: هو ذاهب العقل فضلًا عن أن يكون له فطنة وذكاء.
قال الواحدي: قال المفسرون: كانت عظماء قريش توصف بالأحلام والعقول، فأزرأ الله بحلومهم حين لم تثمر لهم معرفة الحقّ من الباطل {أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} أي: بل أطغوا وجاوزوا الحدّ في العناد، فقالوا ما قالوا، وهذه الإضرابات من شيء إلى شيء مع الاستفهام، كما هو مدلول {أم} المنقطعة، تدل على أن ما تعقبها أشنع مما تقدّمها، وأكثر جرأة وعنادًا {أَمْ يَقولونَ تَقولهُ} أي: اختلق القرآن من جهة نفسه وافتعله، والتقول لا يستعمل إلاّ في الكذب في الغالب، وإن كان أصله تكلف القول، ومنه اقتال عليه، ويقال: اقتال عليه بمعنى: تحكم عليه، ومنه قول الشاعر:
ومنزلة في دار صدق وغبطة ** وما اقتال في حكم عليّ طبيب

ثم أضرب سبحانه عن قولهم: {تَقولهُ} وانتقل إلى ما هو أشدّ شناعة عليهم فقال: {بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ} أي: سبب صدور هذه الأقوال المناقضة عنهم كونهم كفارًا لا يؤمنون بالله، ولا يصدقون ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم تحدّاهم سبحانه، وألزمهم الحجة فقال: {فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ} أي: مثل القرآن في نظمه، وحسن بيانه، وبديع أسلوبه {إِن كَانُواْ صادقين} فيما زعموا من قولهم: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم تقوله، وجاء به من جهة نفسه مع أنه كلام عربيّ، وهم رؤوس العرب وفصحاؤهم، والممارسون لجميع الأوضاع العربية من نظم ونثر.
وقد أخرج سعيد بن منصور، وهناد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم، والبيهقي عن ابن عباس قال: إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة، وإن كانوا دونه في العمل؛ لتقرّ به عينه.
ثم قرأ: {والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم} الآية.